إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف

Mariaam

إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف؟ ومن كان يترأس تلك الرحلات؟ تُعتبر قبيلة قريش من أهم القبائل العربية المشهورة بالتجارة حيث كانت كثيرة التنقُل بين البُلدان المُجاورة بغرض البيع والشراء وتميزت برحلات التجارة في فصلي الشتاء والصيف وذلك الأمر يعود إلى عدة أسباب مُحددة.

إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف؟

إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف

اشتهر رجال مكة بالبراعة في التجارة قبل الإسلام، والوضع المُتأزم في اليمن بعد استيلاء الحبشة عليها أدى إلى زيادة مكانة قريش في الجزيرة العربية حتى أصبحت مكة الوسيط الذي من خلالها يتم نقل تجارة اليمن إلى الشام وفلسطين، وتجارة الشام إلى نجد والحجاز واليمن، حتى أصبحت قريش من أغنى قبائل العرب، ومكة تبدل حالها وأصبحت من مراكز الثورة في الجزيرة العربية.

جاءت رحلة الشتاء والصيف في القرآن الكريم في سورة قريش، فقد قال -تعالى-: “لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ“، وتلك دلالة أن رحلتين التجارة التي كان يقوم بها رجال قريش قبل الإسلام، وردًا عن سؤال إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف؟ ففي الصيف كانوا يُسافرون إلى الشام بسبب مُناخها المُعتدل، وفي الشتاء يتوجهون نحو اليمن بسبب مُناخها الدافئ.

كان أهل قريش يخرجون في رحلاتهم ويعودون آمنين مُطمئنين نظرًا إلى تعظيم العرب لهم لكونهم سكان البلد الحرام، ثم أرشدهم الله-تعالى- بعد ذلك إلى الوحيد به وحده وترك الإشراك به، حيث أن الله-تعالى- صاحب النعمة العظيمة على أهل قريش في التجارة، والطعام، والأمان.

من كان يترأس رحلات التجارة؟

ورد في كُتب التفسير أن هاشم بن عبد مناف أول من سنّ رحلتي الشتاء والصيف، وذلك بعد مُعاناتهم من الجوع، وهو أول من حمل السمن من الشام على الإبل، وكان يترأس تلك الرحلات مع هاشم أخوته عبد شمس المسئول عن رحلات الحبشة، والمطلب المسئول عن رحلة اليمن، ونوفل كان يترأس رحلة بلاد فارس.

كان يُطلق على أخوة بني عبد مناف أنهم أهل بيت الله الحرام، ولذلك السبب لم يجرُأ أحد على التعرُض لهم أثناء رحلاتهم، وبالرغم من انتشار قطاع الطُرق في تلك الفترة إلا أنهم قد حظوا بمكانة مرموقة بين الناس وكان لهم احترامًا وتقديرًا لكونهم سكان بيت الله الحرام.

هذا الاحترام والتقدير ساعد أهل قريش في تحسين مستوى المعيشة من خلال رحلات التجارة التي تم تقسيمها ما بين الشتاء والصيف، فقد كانوا يتوجهون إلى اليمن في الشتاء للحصول على التوابل والعطور، وفي الصيف يتوجهون إلى بلاد فارس للحصول على المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية.

نعمة الله على قريش

استمر الحال على أهل قريش وخصوصًا أهل البيت الحرام هكذا حتى بُعث الرسول-صلى الله عليه وسلم- وجاء قوله في سورة قريش: “فلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت* الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” وتلك كانت دعوة لأهل قريش للدخول في الإسلام، والتوحيد بالله، وترك الشرك به.

حيث أن الله-تعالى- أنعم عليهم بالكثير من النعم التي أتاحت لهم تحسين مستوى المعيشة وبالتالي حمايتهم من الجوع والموت، وتلك النعم تُبين لهم أن الله-تعالى- قادرًا على كل شيء، فقد كانوا يذهبون إلى التجارة في رحلات الصيف والشتاء ويعودون سالمين غانمين دون أن يؤذيهم أحد.

تحدثنا عن إجابة سؤال إلى أين كانت رحلة الشتاء والصيف إلى جانب نبذة بسيطة عن رحلات التجارة في مكة قبل الإسلام وفضل الله -سبحانه وتعالى- على أهل البيت الحرام.

أسئلة شائعة

  • كيف كانت تجارة قريش؟

    لم تقتصر على البحر فقط بل كانوا يُتاجرون برًا عن طريق الإبل.

  • من أول من سن الرحلتين لقريش؟

    هاشم بن عبد مناف.